للكاتب رأي
الحزب الشيوعي العراقي بلا موقف من عملية احتلال كركوك وتداعياتها

كل هذا يدعوا الى التساؤل عن هذا الصمت، هل هو مجاملة للاكراد ، ام انتقام من العملية السياسية بعد الفشل الذريع للحزب في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، أم انه عملية مسك العصا من المنتصف ومتابعة ميزان القوى وخصوصا ان غالبية القادة الحاليين هم من تلاميذ الانتهازي المحترف عزيز محمد السكرتير السابق للحزب، عراب السياسية التوافيقية والوسطية، ومنهم من اختاره عزيز ليكون عضوا في اللجنة المركزية ضمن مجموعة ( العشرة المبشرين ) في ختام ما يسمى بالمؤتمر الوطني الرابع ( سيء الصيت ) أواخر 1985، ولا تزال جلودهم تحن الى الشروال والبشتين وعيونهم تربوا الى قمم جبال كردستان والتي جعلت منهم قادة في غفلة من الزمن ومنحهم الزعماء الاكراد رواتب مليونية كانصار متقاعدين على حساب المواطن الكردي الكادح والبسيط، بالاضافة الى مصالحهم الاخرى في كردستان، فكيف يمكن ان يصدر منهم موقف مناهض للقادة الاكراد على فعلتهم الغادرة تلك في احتلال كركوك ونفطها والحاقها بالاقليم عنوة، حتى وان كان الموقف المطلوب وطنيا خالصا وفي ظروف خطرة وحساسة يمر بها الوطن وبغض النظر عن الخلافات السياسية بين الكتل المتصارعة على مناصب الخط الأول وارهاصات ذلك. وهنالك من ينسب هذا الصمت الى استشارة من قادة سابقين للحزب تحولوا الى وزراء متقاعدين في اقليم كردستان ومنهم عزيز محمد وعبد الرزاق الخابط والفول ـ بروفيسور كاظم حبيب وآخرين غيرهم .
لعله من الواجب التذكير ان القادة الحاليين للحزب الشيوعي العراقي ومستشاريهم العلنيين والسريين هم أول من بشر بانفصال الاقليم منذ عام 1993 بعد احداث اجتياح الكويت والانتفاضة الشعبانية والحصار ومستجدات خطوط الطول والعرض والوضع الخاص لاقليم كردستان، حيث عملوا على تقسيم الحزب الى حزبين، الحزب الشيوعي العراقي ( العربي ) والحزب الشيوعي الكردستاني ضاربين عرض الحائط الشعار الشيوعي والاممي الازلي ( حزب شيوعي واحد في البلد الواحد ) باعتبار ان كردستان تتجه نحو الانفصال وفي وضع تداخلي شائك وغير واضح المعالم بين الحزبين ولصالح الشيوعي الكردستاني، وها هم اليوم يلتزمون الصمت مع زعيق الانفصال واحتلال كركوك الغادر في هكذا ظرف طارئ .
وعلى كل حال فنحن نفهم ونعي هذا الصمت جيدا فهو يتماشى مع المثل الشعبي الدارج ( السكوت علامة الرضا ) تماشيا مع مصالحهم الخاصة ومصادر تمويلهم ورواتب الكثير من القادة والكوادر والرفاق ( انصار سابقين وغيرهم ) وكذلك المكان الآمن لعقد مؤتمراتهم الديمقراطية جدا بلا مشاكل وخلافات وانشقاقات تحت حماية الحلفاء الاكراد وعصاهم الغليظة، وكذلك مخلفات أكثر من ثلاثين عاما من التكرييد لقيادات الحزب .
بغداد / 15 ــ 7 ــ 2014
الأحدث في هذا القسم:
- العراق و التغييرو حفظ الحالة ...حسابات الربح و الخسارة - 24-08-2014
- الخلفية الدينية المقدسة لفهم ظاهرة الهوس الجنسي والملذاتي لدولة الخلافة الإسلامية " داعش " ومكانتها في الفكر السيكولوجي المعاصر !!!! - 24-08-2014
- عراقيون يفوزون بأغرب مسابقة - 24-08-2014
- احذروا المخطط الأمريكي الجديد للعراق و المنطقة ! - 24-08-2014
- لم نكن عبيداً ـــ فأصبحنا - 24-08-2014
- فإن تَكُ الآن أمريكا بها إرماً ~ يوماً ستنقلبُ الدُنيا على إرَمِ - 24-08-2014
- المناقشة السببية...في سلسلة الخراب السورية - 16-08-2014
- المناقشة السببية...في سلسلة الخراب السورية - 16-08-2014
- تهجير المسيحيين... لا تدعوها تصبح وصمة عار في تاريخنا! - 03-08-2014
- تسويق العملاء إعلامياً– قاسم عطا وبرواري أحصنة طروادة في الجيش - 03-08-2014
الأسبق في هذا القسم:
- إسرائيل الكروية - 03-08-2014
- نظرة تحليلية على احصاءات جرائم الاغتيال في العراق - 03-08-2014
- ثورة 14 تموز 1958 ... عبر ودروس - 03-08-2014
- الاغتصاب و" فتاوى جهاد النكاح" كلاهما عدوان و استباحة من منظور الفكر السيكولوجي !!! - 19-07-2014
- الاحزاب الشيوعية في العالم العربي: ثوابت ومتغيرات - 12-07-2014
- قوة عابرة للحدود وخبرات تفوق الجيوش.. هل استنزف «حزب الله» في سوريا؟ - 12-07-2014
- من قتل الملائكة في السماء؟ هل ستهدم الملائكة المسجد الأقصى؟؟ - 12-07-2014
- ظهور الخليفة الداعشي والقائه خطبة الجمعة لا يخلو من مدلولات - 12-07-2014
- بل لا شيء يربطنا بذيول إسرائيل يا نجيفي - 06-07-2014
- دولة البارزاني... لقيط «الربيع العربي»؟ - 06-07-2014